قصص الانبياء .
قصة سيدنا يعقوب عليه السلام .
يطلق على سيدنا يعقوب اسم ،اسرائيل، وتعني،كلمة اسرائيل في اللغة العبرية روح الله سيدنا يعقوب بن ، اسحاق بن ابراهيم عليهم السلام وامه كانت ،تدعى رفقه بنت بتوئيل بن ناحور ،قصة سيدنا يعقوب عليه السلام .
اما عن ناحور ،فهو اخو سيدنا إبراهيم عليه السلام ، وجدير بالذكر، ان يعقوب ينسب اليه شعب بني اسرائيل .
قال أهل التاريخ: إن يعقوب عليه الصلاة والسلام ولد في فلسطين ،أرض الكنعانيين وشبّ في كنف أبيه إسحاق، وقد أمرته أمه رفقة أن يسافر إلى خاله لابان الذي بأرض حران ليقيم عنده لأنها خافت عليه ،من أخيه العيص الذي توعده وهدده،
فسافر يعقوب عليه السلام إلى خاله ووجد عنده ابنتين:- الكبرى اسمها ليّا ، والصغرى راحيل وكانت أجملهما، فتزوج
إحداهما وبعد وفاتها تزوج الأخرى وهذا الصحيح الثابت، أنه لم يجمع بين الأختين،
مع أنه كان ذلك جائزًا في شريعتهم ثم نسخ، في شريعة التوراة
فقد ولدت له راحيل ولدين وهما: نبي الله يوسف عليه السلام وشقيقه، بنيامين، والله أعلم .
دعا نبي الله يعقوب عليه السلام إلى دين الإسلام وإلى عبادة الله وحده ،وترك عبادة غير الله، وقد ابتلى الله نبيه يعقوب بالبلايا الكثيرة فصبر ونال الدرجات العالية، ومن جملة البلاء الذي ابتلي به عليه السلام ،أنه فقد بصره حزنًا على ولده يوسف الذي مكر به إخوته العشرة وهم من سوى بنيامين، ثم ردّ الله تعالى له بصره بعد أن جاء، البشير بقميص يوسف ووضعه على وجهه ،فعاد بصيرًا بعد طول غياب وشدة حزن وألم على فقد ابنه، وحبيبه يوسف عليه الصلاة والسلام .
قال تعالى:- {فلمَّا أن جاءَ البشيرُ ألقاهُ على وجههِ فارتَدَّ بصيرًا}[سورة يوسف]
وقد اجتمع يعقوب بابنه يوسف عليهما ،السلام في مصر بعد طول غياب
حيث مكث يوسف بعيدًا عن أبيه يعقوب ما يقارب الأربعين سنة .
كان سيدنا يعقوب لديه اثنى عشر من الاولاد، فقد ولدت له زوجته الاولى [ ليئة ]، ستة اولاد ، وجاريتها زلفة ، فقد ولدت له ولدين،
اما راحيل،زوجته الثانية فقد ولدت له ولدين هما، سيدنا يوسف عليه السلام – بنيامين، وجاريتها بلها، ولدت له ولدين ،
ويذكر بعض المؤرخون ان جميع اولاده قد ولدوا في العراق الا بنيامين ولد في فلسطين ،
كان يوسف احب الابناء على، قلب يعقوب و ربما يرجع ذلك الى كونه ابن [راحيل ]،
التي كان يحبها كثيرا بالاضافه الى ،انه كان يرا فيها الحلم و العلم و قد لاحظ اولاد يعقوب، ذلك لذا غاروا منه، واخده يدبروا له. مكيدة فاوقعوه في البئر، ورجعوا لابيه يعقوب بقميص، يوسف و ادعوا، ان الذئب اكله فحزن، يعقوب حزن شديدا ،على احب ابنائه الى قلبه....
توفي يعقوب عليه السلام وله من العمر ما يزيد على المائة، وكان ذلك بعد سبع عشرة سنة، من اجتماعه بيوسف،
وقد أوصى نبيُّ الله يعقوب ابنه يوسف عليه السلام أن يدفنه مع أبيه، إسحاق وجده إبراهيم عليهم الصلاة والسلام ففعل ذلك، وسار به إلى فلسطين ودفنه في المغارة بحبرون، وهي مدينة الخليل في فلسطين...
غير أن يعقوب لا ينسى وهو يموت أن يدعو إلى ربه قال تعالى في سورة (البقرة):
قال تعالى:-{وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}[سورة البقرة]
وقال تعالى:-{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}[سورة البقرة]..
إن هذا المشهد بين يعقوب وبنيه في ساعة الموت ولحظات الاحتضار، مشهد عظيم الدلالة.. نحن أمام ميت يحتضر.. ما القضية التي تشغل باله في ساعة الاحتضار..؟ ما الأفكار التي تعبر ذهنه الذي يتهيأ للانزلاق مع سكرات الموت..؟ ما الأمر الخطير الذي يريد أن يطمئن عليه قبل موته..؟ ما التركة التي يريد أن يخلفها لأبنائه وأحفاده..؟ ما الشيء الذي يريد أن يطمئن قبل موته على سلامة وصوله للناس.. كل الناس..؟
ستجد الجواب عن هذه الأسئلة كلها في سؤاله (مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي). هذا ما يشغله ويؤرقه ويحرص عليه في سكرات الموت.. قضية الإيمان بالله هي القضية الأولى والوحيدة، وهي الميراث الحقيقي الذي لا ينخره السوس ولا يفسده.. وهي الذخر والملاذ
قال أبناء إسرائيل: نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا، ونحن له مسلمون.. والنص قاطع في أنهم بعثوا على الإسلام.. إن خرجوا عنه، خرجوا من رحمة الله.. وإن ظلوا فيه، أدركتهم الرحمة .
Tags
قصص