🔴 يقول تعالى مبينا تبجح المنافقين بتخلفهم وعدم مبالاتهم بذلك، الدال على عدم الإيمان، واختيار الكفر على الإيمان. ﴿فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ﴾ وهذا قدر زائد على مجرد التخلف، فإن هذا تخلف محرم، وزيادة رضا بفعل المعصية، وتبجح به. ﴿وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ وهذا بخلاف المؤمنين الذين إذا تخلفوا - ولو لعذر - حزنوا على تخلفهم وتأسفوا غاية الأسف، ويحبون أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل اللّه، لما في قلوبهم من الإيمان، ولما يرجون من فضل اللّه وإحسانه وبره وامتنانه. ﴿وَقَالُوا﴾ أي: المنافقون ﴿لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ﴾ أي: قالوا إن النفير مشقة علينا بسبب الحر، فقدموا راحة قصيرة منقضية على الراحة الأبدية التامة. وحذروا من الحر الذي يقي منه الظلال، ويذهبه البكر والآصال، على الحر الشديد الذي لا يقادر قدره، وهو النار الحامية. ولهذا قال: ﴿قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ﴾ لما آثروا ما يفنى على ما يبقى، ولما فروا من المشقة الخفيفة المنقضية، إلى المشقة الشديدة الدائمة.
#السعدي
🔴 ليس من شأنِ المؤمن أن يَفرحَ بتقصيره، ولا عِصيانه، فإن حصَل منه ذلك فليتَّهِم إيمانَه.
🔴 الجهادُ في سبيل الله من أجلِّ الرغائب، وأشرفِ المطالب التي يتنافس فيها المتنافسون، ولا يكرهُه المؤمنون الصادقون.
🔴 كثيرون هم الذين يُشفقون من المَشقات، ويَنفِرون من الكَريهات الساميات، ويؤثرون الراحةَ الرخيصةَ على الكدح الكريم.
🔴 بالصبرِ على الحَرِّ والبرد في سبيل الله يدفعُ المؤمنُ حرَّ جهنَّم وبردَها المؤذِيَين، ويفِرُّ المنافقُ من حرِّ الدنيا وبردها حتى يقع في حرِّ جهنَّم وزَمهَريرِها المهلكَين.
🔴 يا مَن لا تَصبرُ على حَرِّ شمسِ الدنيا، وحرارةِ كلِّ ذي حرٍّ فيها؛ اجتنب كلَّ ما يُؤدِّي إلى حرِّ جهنَّم، فإنه أعظم وأطَمُّ.
🔴 يا لَجهلِ مَن دفعَ مشقةَ ساعةٍ بمشقةِ الأبَد!
#تطبيق_مصحف_التدبر