أمين الأمة أبوعبيدة عامر بن الجراح .
كان عنصر أساسي في فتح الشام وفلسطين والأردن بجانب أعوانه من القادة العظام أمثال خالد بن الوليد وخالد بن سعيد وعمرو بن العاص ويزيد بن أبي سفيان ومعاوية وحبيب بن مسلمة الفهري .
ㅤ
وقد عاش ماعاش لدينه وعقيدته ، ولم ينل شيئاً من الدنيا حتى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قَدِم الى الشام وأستقبله أبو عبيدة قال له عمر : {إذهب بنا إلى بيتك} ولعله كان يريد إستطلاع ما إدَّخره أبو عبيدة وهل يعيش عيشة ترف ونعيم ؟ فقال له أبو عبيدة : وما تصنع عندي ؟ ماتريد إلا أن تعصر عينيك علي! ثم دخل منزله فلم يرى شيئاً ، فقال له عُمر : أين متاعُك وأنت أمير ؟ ثم سأله أعندك طعام ؟ فقام أبو عبيدة إلى جونه فأخرج منه كسيرات ، فبكى عُمر وقال : غيَّرتنا الدنيا كلنا غيرك يا أبا عبيدة".
ㅤ ㅤ ㅤ
حتى لقد كان عظيماً في موته ، فقد أُصيب في الشام بطاعون في سنة ثماني عشرة للهجرة ، سُمِّي بطاعون عمواس ، وإنتشر في البلاد وكان أبو عبيدة قائد الجُند ومات من جنده كثير ، فإستدعاه عُمر أن يذهب إلى المدينة خوفاً مِن عُمر أن يُصيب أبا عبيدة ما أصاب الجُند من الطاعون ، فأبى أبو عبيدة وكتب إليه : إني في جُند من المسلمين ، لن أرغب بنفسي عنهم ، فإذا أتاك كتابي هذا فحللني من عزمتك ، وائذن لي في الجلوس .
ㅤ ㅤ ㅤ
وبقي في الجند يتعذَّب عذابهم ، ويتحمل العناء معهم حتى أصابه الطاعون فمات عظيماً كما عاش عظيماً .ㅤ
من كتاب / فيض الخاطر الجزء العاشر لـ أحمد أمين .
Tags
قصص